الفقرة الأولى:المناهج العقلية:
أولا: المنهج الإستدلالي:
أ-تعريف المنهج الإستدلالي:
ب-مبادئ المنهج الإستدلالي:
ج-أدوات المنهج الإستدلالي:
ثانيا: المنهج الإستنباطي:
أ-تعريف المنهج الأستنباطي:
ثالثا: المنهج الإستقرائي:
أ-تعريف المنهج الإستقرائي:
رابعا:المنهج النسقي:
أ-تعريف المنهج النسقي:
ب-خصائص المنهج النسقي:
الفقرة الثانية:المناهج الإجرائية:
أولا:المنهج التاريخي:
أ-تعريف المنهج التاريخي:
ب-مراحل المنهج التاريخي:
ثانيا:المنهج التجريبي:
أ-تعريف المنهج التجريبي:
ثالثا:المنهج الجدلي:
أ-تعريف المنهج الجدلي:
ب-مراحل المنهج الجدلي:
ج-أهداف المنهج الجدلي:
رابعا:المنهج المقارن:
أ-تعريف المنهج المقارن:
ب-أهداف المنهج المقارن:
خامسا:المنهج الوصفي:
أ-تعرف المنهج الوصفي:.
ب-الخصائص الرئيسية للمنهج الوصفي:
ج:فوائد المنهج الوصفي:
الفقرة الأولى:المناهج العقلية:
تعتبر مناهج البحث العلمي العقلية أحد المناهج الأولية التي يمكن أن يستنتج فيها الباحث النتائج المتوخاة من بحثه عن طريق التدبر والتأمل العقلي دون الحاجة إلى القيام بتدابير إجرائية عملية أخرى، والمناهج العقلية عموما تنقسم إلى أربعة مناهج.
أولا: المنهج الإستدلالي:
أ-تعريف المنهج الإستدلالي:
يقوم المنهج الإستدلالي على عملية الإستدلال وهذا الأخير عبارة عن عملية عقلية يقوم من خلالها الباحث بالإستناد على قضايا معلومة بشكل بديهي، دون القيام بالعمليات الذهنية والحسابية أو القيام بتجارب وإختبارات توصله بالضرورة إلى النتائج المرجوة ويعرف البعض الإستدلال بأنه البرهان الذي يبدأ من القضايا المسلمة وصولا إلى قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة دون الحاجة إلى إجراء تجارب.
ومن خلا ل ما سبق يمكن القول بأن الإستدلال يمكن أن يكون عملية ذهنية منطقية أولية كالبرهنة الدقيقة مثل القياس والحساب، كما يمكن أن يكون عملية سلوكية منهجية لتحصيل الحقيقة كتطبيقه في الرياضيات مثلا بتسلسل منطقي من خلا ل الإنطلاق من قضايا مسلم بها وصولا إلى نتائج أخرى تنتج عنها بالضرورة ودون القيام بأي تجارب.
ويرتكز المنهج الإستدلالي على مجموعة من المبادئ والأدوات:
ب-مبادئ المنهج الإستدلالي:
-المبادئ التي يرتكز عليها المنهج الإستدلالي يمكن إجمالها فيما يلي:
أ-مبدأ البديهيات ويقصد بها الأمور والقضايا الواضحة بذاتها والمفهومة والمشتركة بين كافة العقول والتي لا تحتاج إلى برهنة منطقية، وكمثال على ذلك( الكل أكبر من الجزء).
ب-المسلمات ويقصد بها الأمور التي لا تحظى بالوضوح اللازم والمقنع كالبديهيات، مما يدفع الباحث إلى التسليم بها مؤقتا بالرغم من عدم بروزها بشكل واضح للعقل، كأن نصادر على أن الإنسان يسعى إلى فعل المعروف أو الخير.
ت-التعريفات ويقصد بها القضايا التي تعبر عن ماهية الشيء وتحدده بشكل دقيق وواضح وجامع تميزه عن غيره من الأشياء تفاديا للخلط والتداخل بين الأشياء والقضايا، فالتعريف إذا هو وصف الشيء وصفا دقيقا مطابقا لخصوصية الشيء بحيث يميز الأشياء عن بعضها البعض تفاديا لأي خلط، كتعريف القوانين كل حسب تخصصه.
ج-أدوات المنهج الإستدلالي:
أدوات المنهج الإستدلالي يمكن إجمالها فيما يلي:
1-القياس وهو عبارة عن عملية ذهنية منطقية تنطلق من مقدمات مسلم بها وصولا إلى نتائج مفترضة غير موثوق بصحتها، والباحث يتوخى من ورائها البرهنة على صحتها، ويفيد القياس عملية مقارنة أو موازنة بين الشيء ومثيله.
2-البرهان الرياضي وهو عبارة عن عملية ذهنية منطقية، ينطلق فيها الباحث من قضايا أولية موثوق من صحتها إلى قضايا أخرى ناتجة عنها بشكل بديهي وفقا لقواعد منطقية واضحة.
3-التركيب ويقصد به الإنطلاق من قضايا صحيحة ومعلومة وموثوقة ويستنتج منها قضايا أخرى صحيحة.
4-التجريب العقلي ويقصد به تلك العمليات العقلية التي يقوم بها الباحث بشكل ذهني ودون الحاجة إلى القيام بتجارب في الموضوع ويخلص إلى نتائج معينة كالعمليات الحسابية والرياضية التي يقوم بها الباحث للوصول إلى نتائج معينة.
ثانيا: المنهج الإستنباطي:
أ-تعريف المنهج الأستنباطي:
يعتبر المنهج الإستنباطي من مناهج البحث العلمي التي تعتمد على التفكير الذهني حيث تنقل الباحث من الكل إلى الجزء أو ينتقل فيها الباحث من العام إلى الخاص من مسلمات أو نظريات ليستخرج منها نظريات أخرى محاولا إثباتها بشكل عقلي، وكمثال على ذلك عندما يقوم البحث بدراسة الظاهرة الإجرامية وتحليلها بشكل عام فإنه سيستخلص من هذه الدراسة جرائم خاصة كجريمة الإرهاب مثلا.
ثالثا: المنهج الإستقرائي:
أ-تعريف المنهج الإستقرائي:
يعتمد المنهج الإستقرائي على فهم وتفسير القضايا المدروسة من خلا ل التركيز على الجزئيات للوصول إلى القاعدة العامة أي الإنتقال من الخاص إلى العام وبالتالي معرفة المبدأ العام الذي يحكم العلاقة بين تلك الجزئيات، وما يميز المنهج الإستقرائي إعتماده على عناصر الملاحظة ودراسة الفروض والبرهان وإيجاد الأدلة.
رابعا:المنهج النسقي:
أ-تعريف المنهج النسقي:
يقصد بالتنسيق الضبط والترتيب والتنظيم، بمعنى العمل على ترتيب الظاهرة أو الموضوع وذلك بإحداث ترابط وانتظام بينها لتشكل في النهاية وحدة متناسقة العناصرفيما بينها.
ب-خصائص المنهج النسقي:
ويتميز المنهج النسقي بمجموعة من الخصائص تتجلى في ما يلي:
-خاصية التجلي :أي أن النسق لا يعني فقط العناصر المتجلية فيه بوضوح.
-خاصية المراقبة: أي أن عملية المعطيات التي تتنقل داخل النسق يمكن تحقيق المراقبة.
-خاصية الإتصال: بمعنى إنتقال المعطيات داخل النسق من قنوات إتصال.
-خاصية التكيف: بمعنى تفاعل عناصر النسق فيما بينها في إطار الإتجاه إلى تكوين النسق.
-خاصية الهرمية :بمعنى أن العناصر المكونة للنسق تختلف فيما بينها من حيث التأثير والتأثر،وهذا يعني أن هناك تراتبية في تصنيف العناصر ذات الأولوية عن غيرها.
الفقرة الثانية:المناهج الإجرائية:
أولا:المنهج التاريخي:
أ-تعريف المنهج التاريخي:
المنهج التاريخي هو منهج يعتمد طرق علمية انطلاقا من عملية تحديد المشكلة المطروحة للدراسة وتجميع معطياتها وتحليلها بصياغة ما يلزم من فروض مستقاة، للانتقال فيما بعد إلى تركيب مختلف المعطيات واستنتاج الخلاصات الأساسية المبرهن عنها بطريقة علمية.
ب-مراحل المنهج التاريخي:
1-تحديد المشكلة العلمية: بمعنى تحديد المشكلة العلمية المرغوب دراسـتها ويقتضي هذا التحديد توضيح ماهيتها وطبيعتها وسياقها الزماني والمكاني وما يحيط بها من ظروف داخلية وخارجية، بشكل واضح ودقيق بعيدا عن لبس أو غموض.
2-جمع المادة التاريخية: تتجلى في عملية جمع البيانات والمعلومات الأساسية حول الظاهـرة المدروسة، أي البحث عن المصادر الرئيسية والثانوية من خلال الوثائق المرجعية ذات الصلة بالظاهرة.
3-فحص المصادر وتقييم الوثائق: من خلال إخضاعها للتدقيق والتقييم العلمي والموضوعي من أجل التمييز بين الوثائق التي يمكن الاعتماد عليها والتي يجب استبعادها.
4-صياغة الفروض: من أجل تكوين قناعة مؤقتة لدى الباحث لوضع بعض التصورات ودراستها وإخضاعها للتحليل والتركيب من أجل إعتمادها كنظرية ذات مصداقية في مجال الدراسة العلمية.
5-التحليل والتركيب:إخضاع مختلف عناصر المادة التاريخية من طرف الباحث للتنظيم وذلك باستحضار الوقائع والأحداث التاريخية المتفرقة والمشتتة ووضعها في قالبها الزمني المتسلسل وذلك لأخراج الباحث لمادته الدراسية في قالب فكري متكامل ومتناسق.
6‐استخلاص النتائج:بعد عملية النقد والتقييم فإن الباحث يستخلص نتائج علمية موضوعية تكون ذات مصداقية أكثر.
ثانيا:المنهج التجريبي:
أ-تعريف المنهج التجريبي:
يعرف المنهج التجريبي بأنه إجراء بحثي يقوم الباحث فيه بإيجاد موقف معين يتضمن شروطا وظروفا محددة، حيث يتحكم في بعض المتغيرات، ويقوم بتحريك متغيرات أخرى حتى يستطيع تبيان تأثير هذه المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة أي أن المنهج التجريبي هو محاولة لتحديد العلاقة السببية بين متغيرات محددة. ويعتمد المنهج التجريبي على الملاحظة والفرضيات والتجربة.
كما تم تعريفه بأنه طريقة دراسة الظواهر العلمية في العلوم الطبيعية والإنسانية.
ومن خلال ما تقدم من تعريفات يمكن اعتبار المنهج التجريبي بمثابة طريق يتبعه الباحث التحديد ودراسة كل المتغيرات التي تتعلق بقضية أو ظاهرة ما، وتحديد العلاقات السببية التي تربط بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة، وصولا إلى النتيجة.
ثالثا:المنهج الجدلي:
أ-تعريف المنهج الجدلي:
المنهج الجدلي هو منهج فلسفي وطريقة تفكير تستند إلى فكرة أن الحقيقة يمكن الوصول إليها من خلال الصراع بين الأفكار والأفكار المتناقضة. ويعتمد هذا المنهج على فكرة أن الحقيقة ليست ثابتة أو مطلقة، بل هي نتيجة للتفاعل والصراع بين القوى والأفكار المختلفة.
ب-مراحل المنهج الجدلي:
المنهج الجدلي يعتمد على ثلاثة مراحل أساسية:
1-الإفتراض أو الجدل الأول: يتمثل في تقديم فكرة أو افتراض معين.
2-النفي أو الجدل الثاني: يتمثل في تقديم فكرة أو افتراض متناقض مع الإفتراض الأول.
3-النفي للنفي أو الجدل الثالث: يتمثل في تقديم فكرة أو افتراض يجمع بين عناصر الإفتراضين الأولين ويحقق توازناً بينهما.
ج-أهداف المنهج الجدلي:
المنهج الجدلي يهدف إلى تحقيق عدة أهداف منها:
-الكشف عن الحقيقة من خلال الصراع بين الأفكار.
-تحقيق التطور والتقدم من خلال الصراع والتفاعل بين القوى والأفكار المختلفة.
-تحقيق الوحدة والتوازن بين العناصر المتناقضة.
رابعا:المنهج المقارن:
أ-تعريف المنهج المقارن:
المنهج المقارن هو عبارة عن عملية المقارنة أو المقاسية بين ظاهرتين أو أكثر من أجل إستخلاص أوجه التشابه والإختلاف بينهما معتمدا على مجموعة من السبل والطرق التي يتم فيها تحديد عناصر الظاهرتين في الزمان والمكان والسياق لإستنتاج حقيقة علمية ما تفيد الباحث في دراسته العلمية.
كما يمكن تعريف المنهج المقارن بأنه:منهج بحثي يهدف إلى دراسة وتحليل الظواهر أو المفاهيم أو النظريات المختلفة في سياقات مختلفة، من أجل الكشف عن التشابهات والإختلافات الموجودة بينها.
ب-أهداف المنهج المقارن:
-الكشف عن التشابه والإختلاف بين الظواهر أو المفاهيم أو النظريات المختلفة.
-تحليل العوامل التي تؤثر على الظواهر والمفاهيم والنظريات.
-تحقيق فهم أعمق لهذه الظواهر والمفاهيم والنظريات المختلفة.
-تحديد النماذج أو الأنماط المشتركة بين الظواهر أو المفاهيم أو النظريات المختلفة.
خامسا:المنهج الوصفي:
أ-تعريف المنهج الوصفي:
المنهج الوصفي هو منهج بحثي يهدف إلى وصف الظواهر والحقائق والإتجاهات في مجال معين، دون محاولة تفسيرها أو تحليلها بشكل عميق. ويستخدم هذا المنهج لجمع المعلومات والبيانات حول موضوع معين، وتصنيفها وتحليلها بطرق إحصائية أو كمية.
المنهج الوصفي يعتمد على الأساليب التالية:
1-الرصد: رصد الظواهر والحقائق في بيئتها الطبيعية.
2-الاستبيان: استخدام الإستبيانات لجمع المعلومات من العينة.
3-التحليل الإحصائي: استخدام الأساليب الإحصائية لتحليل البيانات.
4-التصنيف: تصنيف البيانات والنتائج في فئات وتصنيفات.
ب-الخصائص الرئيسية للمنهج الوصفي:
1-الإهتمام بالوصف بدلاً من التفسير.
2-الإعتماد على الأساليب الكمية.
3-استخدام العينات الكبيرة.
4-التركيز على الحقائق والظواهر بدلاً من الآراء والإفتراضات.
ج:فوائد المنهج الوصفي:
المنهج الوصفي له العديد من الفوائد مثل:
1-توفير معلومات دقيقة حول الظواهر والحقائق.
2-مساعدة في تحديد الإتجاهات والأنماط.
3-توفير أساس للبحث العلمي.
--------------------------------------------
لائحة المراجع:
-أحمد عبد الكبير سلامة : الأصول المنهجية لإعداد البحوث المنهجية.
-عبد الرحمن بدوي: مناهج البحث العلمي.
-مجدي عزيز ابراهيم: مناهج البحث العلمي في العلوم التربوية والنفسية.
-يوسف عبد الأمير طباجة: منهجية البحث، تقنيات ومناهج،.
-عمار عوابدي: مناهج البحث العلمي وتطبييقاتها في ميدان العلوم القانونية.