أساليب البحث في علم الإجرام:
الفقرة الأولى: أساليب مرتبطة بالبحث في الجريمة:
أولا: الدراسة الإحصائية:
1-مفهوم الدراسة الإحصائية:
الدراسة الإحصائية هي تحليل كمي للبيانات المتعلقة بالجريمة، بهدف فهم الظواهر الإجرامية وتحديد الأنماط والعلاقات. ويتم جمع البيانات من مصادر مختلفة، مثل سجلات الشرطة والمحاكم، واستطلاعات الرأي. وبعد ذلك يتم تحليل هذه البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية، مثل الإحصاء الوصفي والإحصاء الإستدلالي من أجل إستخلاص النتائج والتوصيات.
وتعتبر الدراسة الإحصائية أداة أساسية في علم الإجرام، حيث يتم جمع وتحليل البيانات الكمية المتعلقة بالجريمة. تهدف إلى فهم الظواهر الإجرامية من خلال تحليل الأرقام والإحصائيات.
2-أنواع الإحصاءات الجنائية:
تنقسم الإحصاءات الجنائية إلى أنواع مختلفة، مثل الإحصاءات الرسمية والإحصاءات غير الرسمية، فالإحصاءات الرسمية هي البيانات التي تجمعها المؤسسات الحكومية، مثل الشرطة والمحاكم، أما الإحصاءات غير الرسمية هي البيانات التي تجمعها المؤسسات البحثية والمنظمات غير الحكومية. ويتم استخدام هذه الإحصاءات لتحليل مختلف جوانب الجريمة، مثل معدلات الجريمة، وأنواع الجرائم، وخصائص المجرمين.
ثانيا: المسح الإجتماعي أو البحث الإجتماعي:
1-تعريف المسح الإجتماعي:
يقصد بالمسح الإجتماعي أو البحث الإجتماعي دراسة مَنهجية للظواهر الإجتماعية المرتبطة بالجريمة، بهدف فهم أسبابها وتأثيراتها وذلك بجمع البيانات من خلال استطلاعات الرأي والمقابلات والملاحظات ويتم تحليل هذه البيانات لفهم العوامل الإجتماعية التي تساهم في الجريمة، مثل الفقر والبطالة والتهميش الإجتماعي.
ويعتبر المسح الإجتماعي أداة مهمة في علم الإجرام، حيث يتم جمع البيانات النوعية والكمية حول الظواهر الإجتماعية المرتبطة بالجريمة بهدف فهم العوامل الإجتماعية التي تساهم في الجريمة.
2-دراسة الوسط:
دراسة الوسط تعتبر جزءا أساسيا من المسح الإجتماعي، حيث يتم تحليل الخصائص الإجتماعية والإقتصادية للمجتمعات التي تشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة، ويهدف إلى فهم العوامل البيئية التي تساهم في الجريمة، مثل التوزيع الجغرافي للجريمة، وتأثير البيئة الإجتماعية على السلوك الإجرامي وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخلات إجتماعية للحد من الجريمة. كما تهدف إلى توفير معلومات لصناع القرار، لتطوير سياسات وبرامج فعالة للوقاية من الجريمة..
ومن خلال المسح الإجتماعي يتم جمع المعلومات حول الظروف الإجتماعية التي تؤثر على الجريمة، مثل الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي. ويتم تحليل هذه المعلومات باستخدام الأساليب الإحصائية والنوعية لفهم العلاقة بين هذه الظروف والجريمة، كما يتم دراسة المناطق التي تشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة، لفهم العوامل البيئية التي تساهم في الجريمة.
الفقرة الثانية: أساليب البحث المتعلقة بالمجرم:
أولا: الفحص البيولوجي والنفسي للمجرم:
1-الفحص البيولوجي:
هذا النوع من الفحوصات لا يقتصر على السمات الجسدية فقط، بل يشمل أيضا التحاليل الوراثية، ودراسة الهرمونات، وفحص وظائف الدماغ، ولقد أثبتت الدراسات على وجود علاقة بين بعض الإضطرابات الوراثية والسلوك الإجرامي، مثل متلازمة كلاينفلتر، كما يمكن أن تؤثر بعض العوامل البيولوجية، مثل إصابات الدماغ وتعاطي المخدرات، على سلوك الفرد وتزيد من إحتمالية إرتكابه للجريمة.
2-الفحص النفسي:
هذا النوع من الفحوصات يهدف إلى تقييم الحالة العقلية للمجرم، وتحديد وجود أي اضطرابات نفسية أو عقلية، ويستخدم الأخصائيون النفسيون مجموعة متنوعة من الأدوات، مثل الإختبارات النفسية والمقابلات الشخصية، لتقييم شخصية المجرم ودوافعه.
وقد يكشف الفحص النفسي عن وجود إضطرابات مثل إضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، والتي ترتبط بارتكاب الجرائم.
ثانيا:الفحص العصبي:
يعتبر الفحص العصبي من الوسائل الحديثة التي تستخدم في دراسة شخصية المجرم، ويهدف هذا الفحص إلى تحديد أي خلل في وظائف الدماغ قد يكون له علاقة بالسلوك الإجرامي.
ويعتمد هذا الفحص على مجموعة من التقنيات الحديثة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب.
ولقد أظهرت الدراسات أن بعض المجرمين يعانون من اضطرابات في مناطق معينة من الدماغ، مثل المنطقة المسؤولة عن التحكم في الإنفعالات.
والفحص العصبي يمكن أن يساعد في فهم الآليات العصبية التي تساهم في السلوك الإجرامي.
ثالثا: الملاحظة:
تعتبر الملاحظة من الوسائل الأساسية التي تستخدم في دراسة سلوك المجرم، وتعتمد الملاحظة على مراقبة سلوك المجرم في بيئات مختلفة، مثل السجن، أو أثناء التحقيق.
ويكون الهدف من الملاحظة هو جمع معلومات حول شخصية المجرم، ودوافعه، وطريقة تفكيره، والملاحظة قد تكون مباشرة، حيث يقوم الباحث بمراقبة المجرم بشكل مباشر، أو غير مباشرة، حيث يقوم الباحث بمراقبة المجرم من خلال تسجيلات الفيديو أو غيرها.
وتعتبر الملاحظة من الأدوات المهمة في فهم سلوك المجرم، ولكنها قد تكون غير دقيقة في بعض الأحيان، حيث قد يتصرف المجرم بشكل مختلف عندما يعلم أنه مراقب.
رابعا: الإستبيان:
يعتبر الإستبيان من الوسائل الشائعة التي تستخدم في جمع المعلومات حول شخصية المجرم، ويتكون الإستبيان من مجموعة من الأسئلة التي تطرح على المجرم، والهدف منها جمع معلومات حول آرائه، ومعتقداته، وسلوكه.
والإستبيان قد يكون مكتوبا، أو شفهيا، أو إلكترونيا. وتعد الإستبيانات أداة فعالة في جمع المعلومات من عدد كبير من المجرمين، ولكنها قد تكون غير دقيقة في بعض الأحيان، حيث قد يقدم المجرمون إجابات غير صادقة.
خامسا:المقابلة:
المقابلة هي من الوسائل المهمة التي تستخدم في جمع المعلومات حول شخصية المجرم، وتعتمد المقابلة على إجراء محادثة مباشرة مع المجرم، وتهدف هذه المقابلة إلى جمع معلومات حول تاريخه، ودوافعه، وطريقة تفكيره.
والمقابلة قد تكون منظمة، حيث يتبع الباحث مجموعة من الأسئلة المحددة، أو غير منظمة، حيث يترك الباحث للمجرم حرية التعبير عن نفسه. والمقابلة تعد أداة فعالة في جمع المعلومات المتعمقة حول شخصية المجرم، ولكنها قد تستغرق وقتا طويلا.
------------------------------
لائحة المراجع:
-جعفر العلوي، السلوك الإجرامي دراسة تحليلية نقدية لأهم النظريات في علم الإجرام على ضوء السياسة الجنائية والتشريع الجنائي المغربي والمقارن.
-عبد السلام بنحدو مبادئ علم الإجرام.